الاثنين، 28 ديسمبر 2009

كده ماينفعش السيادة المصرية فوق كل شئ!!!!!

كنت اقرأ جريدة المصري اليوم علي الانترنت
وطالعت خبر قافلة شريان الحياة 3 المتوقفه في الاردن انتظارا للسماح لها بالعبور الي نويبع ثم الي غزة من خلال الاراضي المصرية
وذهلت عندما قرأت كلام حسام زكي المتحدث باسم وزير الخارجية
والذي قال
لن نسمح للقافلة بالعبور الا من خلال ميناء العريش اما نويبع فلا وان هذا مسألة سيادة مصرية علي اراضيها ومسألة أمن قومي مصري ولن نسمح بأي وساطة وممنوع الكلام في الموضوع ده نهائيا .

تذكرت حينها عدة مواقف :

اولها

موقف النظام المصري من قوافل المساعدات قبل ذلك التي تم حجزها بالعريش حوالي 2000طن من المساعدات وتم التحفظ عليها هناك حتي تعفنت وفسدت وغيرها كثير من التي نهبها امن الدولة في العريش

ثانيها :

موقف الخارجية المصرية من غزة ايام الحرب واستقبال الحاج ابو الغيط ناظر العزبة الخارجية وفي اليوم التالي الحرب التي لا هوادة فيها وبعد ايام من بداية الحرب يقول ابو الغيط ناظر العزبة اللي هايقرب لاراضينا هانكسر رجله
ثالثها :
السياده المصرية قوية فعلا علي اراضيها بدليل الجنود الذين يقتلون علي الحدود بيننا وبين اليهود والمستوطنين الذين تم تسليمهم من قبل السلطات المصرية الي اليهود بدعوي انهم ضلوا الطريق وعلي النقيض يلقي اليهود القبض علي مجموعه من الشباب المصريين كانو يسيرون بمحاذاة الحدود ليتم استبدالهم بالجاسوس الاسرائيلي عزام عزام
رابعها :
مصر هي المتحكمة والمسيطرة فعلا علي اراضيها وهي صاحبة القرار والسيادة عليها بدليل ان الجدار الفولاذي الارضي الذي يتم بناؤه تحت الارض بدعوي وقف التهريب للمواد الغذائية عبر الاراضي المصرية فكيف يكون هناك سيادة والموضوع يتم بمراقبة امريكية (يوجد ضباط مخابرات امريكان وصهاينة في سيارة تراقب اعمال الحفر علي مدار 24ساعه ولونها ابيض وزجاجها مطموس بالسواد)
خامسها
من هو فعلا صاحب قرار فتح واغلاق المعبر هل هم اليهود ام المصريين ام مجلس الامن والاجابة ببساطة ان صاحب القرار هو الذي يفتح المعبر كل كام يوم ويغلقه مره اخري اذن فانه في استطاعته فتحه تماما او اغلاقه تماما كما يفعل الان طبقا لمصالحه وما دامت مصالحه مربوطه باليهود اذن فسوف يفتحه ويغلقه بناءا علي ما يريده اليهود .
اذن فدعونا ايها الساده الا نطالب النظام المصري بفتح معبر رفح وانما نطالب اليهود بفتحه حفاظا علي السيادة المصرية علي اراضيها
مش كده ولا اييييييييييييييييه

الجمعة، 18 ديسمبر 2009

حتي متي ؟؟؟؟؟

اليوم صليت الفجر وجلست أتكلم مع الحاج عبد اللطيف ( ابويا طبعا )

وفوجئت به علي غير عادته عندما يتحدث عن امور العمل المتوقفة فوجئتت به يتحدث بحرقة عن الفساد الموجود في الشركة وفي مجال انتاج القطن في مصر

وعندما سألته عن التفاصيل في العمل أجاب قائلا (الان هناك 6محالج جديدة ومطورة لم يأت لها قطن للحليج مطلقا

ولا حتي كيس قطن واحد

قلت له وباقي المحالج قال يعني المعظم جاله 6 الاف قنطار واكثر واحد جاله 20 الف قنطار

(معلومة عالسريع هذه المحالج كان اقل ما ياتي له سنويا قبل خمس سنوات 150الف قنطارقطن)

ماعدا محلج الشركة في شربين فجاء له 100 الف قنطار

فقلت له طب والمهندسين والاداريين والعمال والفنيين لما بيروحوا الشغل بيعملوا ايه؟؟

تصدقوا قال ايه

قال بيروحوا يشربوا الشاي ويمشوا

بس بشرط

يروحوا في الميعاد الساعه 8 صباحا والخروج الساعه 2مساءا

ومن يتأخر يخصم من مرتبه لانه تأخر عن ميعاد شرب الشاي

واهم حاجه عند ادارة الشركة الحضور والانصراف وتظبيط دفاترها

اما سياسة البيع والشراء والانتاج فاشرب الشاي وروح يا مسعد

فسألته وانا دمي بيغلي

طب والمرتبات والحوافز والمكافآت؟؟؟

قال يا ابني ماهي دي هي المصيبة احنا بناخد مرتباتنا وحوافزنا كاملة زي مانكون شغالين بالظبط

يعني الشركة خسرانه ومستمرة في دفع المرتبات والحوافز والمكافآت )

شفتوا يا جماعه حال البلد عامل ايه حال منيل بستين نيله البلد حاميها حراميها (أمين اباظة وزير الزراعه دمر زراعة القطن في مصر عشان سعادته أكبر تاجر اقطان في مصر والقطن المصري غالي والمستورد ارخص فيدمر زراعة المحلي عشان يستورد ويرخص سعر المحلي ) ده بس يا جماعه مثال واحد علي الفساد المستشري في جنبات الحكومة التي لا تحاسب الفاسدين الا اذا اخطأ احدهم وفاحت ريحته علي الجرايد واصبح من الصعب رش العطور لازالة الرائحة فيتم التضحية به للتغطية علي باقي الجثث العفنة الفاسدة

ولكن نقول
حتي متي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حتي متي يهرب الفاسدون خارج البلد تحت سمع وبصر المسئولين بعد صدور احكام قضائية ضدهم ؟

(ممدوح اسماعيل 0هاني سرور 0منصور شيفورليه)


حتي متي يهرب الفاسدون داخل الوطن من سيف العدالة ؟

(يوسف والي)


حتي متي يتحكم رجال الاعمال الوزراء في مستقبل ومصير البلد لصالح مصالحهم وشركاتهم الخاصة؟

(المغربي -لطفي منصور- امين اباظة -محمود محيي الدين -نظيف نفسه)


حتي متي يسكت هذا الشعب علي هذا الجوع الذي استبد به واظلم عليه حياته؟


حتي متي يتم حبس الشرفاء من ابناء الوطن ممن يضحون باموالهم فداء هذا الوطن ويكون مصيرهم المحاكم العسكرية ؟

(خيرت الشاطر وحسن مالك واخوانهم)


اسئلة كثيرة ظللت ابحث عن اجابتها ؟؟؟ فارجو ان تبحثوا معي عنها!!!!

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

هل من الممكن ان يهدم الاقصي ؟

قراء ماتخافوش الاعزاء
هذه تدوينة خاصة شويتين تتحدث عن الاقصي وهل يمكن هدمه ام لا حتي يستفيق ذلك الشيخ الذي قال للناس ليس للمسيرات والمظاهرات والاضرابات اي فائدة فالاقصي لا يمكن هدمه فللبيت رب يحميه وانا هنا اقول له سامحك الله يا مثبط العزائم ولانه لا يجوز لي ان ارد علي اقوال المشايخ والعلماء فآثرت ان اتي برد احد العلماء علي مثل هذه الخزعبلات واخترت احد علماء التاريخ المشهورين الذي كتب مقالا اسمه هل يمكن ان يهدم الاقصي وتناول فيه بالحقائق التاريخية والموضوعية فكرة هدم الاقصي ردا علي مثل هؤلاء
اعزائي المقال يهم كل مسلم فارجو قرائته علي مهل
يقول الدكتور راغب السرجاني في مقاله
انشغل المسلمون في الأسابيع السابقة بقضية الأقصى، وثارت تساؤلات خطيرة بين أوساط عموم المسلمين، وكان من أهمها: هل من الممكن أن يُهدم الأقصى؟ ولماذا يُحْدِث اليهود هذه الضجة الإعلامية الكبيرة حول هدم الأقصى؛ إن كانوا بالفعل يريدون هدمه؟ وهل الوسيلة الفعالة لهدم الأقصى هي حفر الأنفاق تحته، أم إنه من المحتمل أن تُلقى عليه قنبلة أو يُقذف بدبابة؟ وما المتوقع أن يحدث إذا هُدم الأقصى بالفعل؟
إنها تساؤلات خطيرة وحرجة، ولعل الإجابة عليها تُبَصِّرنا بطبيعة المرحلة وطبيعة اليهود، وكذلك بطبيعة الجيل الذي يستحق أن يُحَرِّرَ الأقصى.
إن هدم الأقصى عمل له آثار هائلة وضخمة، وقد تكون سلبياته على اليهود أكثر من إيجابياته؛ ولذلك يسير اليهود وفق هذه الخطة الخبيثة التي تهدف إلى هدمه بأقل أضرار ممكنة.. فهم يُحْدِثون هذه الضجة الإعلامية، ويتكلمون بوضوح عن أنفاقهم، ويُسَرِّبون إلى الجرائد والفضائيات بعض الصور، التي تؤكد وجود الأنفاق بالقرب من الأقصى؛ كل هذا لتحقيق أهداف كثيرة؛ لعل من أهمها هدفين:

أما الهدف الأول:
فهو تعويد المسلمين على مسألة هدم الأقصى، فكلما طرقت قضية هدم الأقصى مسامع المسلمين تعوَّدوا عليها، وصارت الكلمة مألوفة وغير مستهجنة، فإذا حدث الهدم الحقيقي للأقصى لم يُحَرِّك ذلك المسلمين بالصورة المطلوبة، وهذا يُشبه التطعيم الذي يقوم به الأطباء للوقاية من الأمراض، فنحن في التطعيم قد نقوم بحقن الإنسان بميكروب تم إضعافه في المعمل؛ حتى يتعوَّد الجسم عليه، ويتعرَّف على طبيعته، فإذا حدث يومًا ما أن هاجم الميكروب الحقيقي الجسم، لم يُحْدِث الآثار الخطيرة التي تنتج عادة من هجومه.. فاليهود يقومون بتطعيم المسلمين بهذه الأخبار المتدرجة عن موضوع هدم الأقصى، فإذا تم الهدم بالفعل بعد عام أو عامين أو عشرة، لم ينزعج المسلمون الانزعاج المطلوب، ويمرُّ الأمر بسلام على اليهود..
هذا هدف..
أما الهدف الثاني:
فهو قياس رد فعل المسلمين عند إثارة القضية؛ فاليهود يخشون
رد فعل المسلمين ومظاهرات لنصرة الأقصى
من ردَّة فعل المسلمين، التي من الممكن أن تطيح بالوجود اليهودي في القدس، بل وفي فلسطين؛ ولذلك فهم يُسَرِّبون هذه الأنباء المتدرجة إلى وسائل الإعلام، ويقيسون ردود الأفعال الإسلامية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، وهذا القياس يكون بصورة علمية مدروسة؛ يستطيعون بها توقُّع ردِّ فعل المسلمين إن هُدِم الأقصى بالفعل، فإن شعر اليهود أن الأمر سيكون خارج السيطرة أجَّلُوا الهدم، وإن رأوا أن ردَّ الفعل لن يكون خطيرًا قاموا بهدمه وهم آمنون.
ولذلك فإن المسلمين جميعًا مطالبون بإظهار ردِّ فعل قوي وبارز، بل ومبالغ فيه؛ حتى يرهب اليهود ويردعهم، ويُؤَجِّل خططهم أو يُفَشِّلها، وبغير هذا التفاعل فإن فكرة هدم الأقصى ستتزايد في أذهان اليهود، حتى تتحول إلى أمر واقعي نراه جميعًا..
اقتحام اليهود المسجد الأقصى
ولعل سائلاً يسأل: ولماذا يريد اليهود هدم الأقصى تحديدًا؟ ولماذا يُهَيِّجُون عليهم أمة الإسلام؟ وهل لا يكفيهم احتلال فلسطين بكاملها، حتى يفكروا في هدم الأقصى كذلك؟!
إن الحجة المعلنة للعالم أنهم يبحثون عن هيكلهم تحت المسجد الأقصى، وانشغل العالم والمسلمون معهم بتوقع مكان الهيكل، وهل هو موجود فعلاً تحت المسجد الأقصى، أم إنه موجود تحت مسجد قبة الصخرة، أم إنه موجود على جبل الهيكل، أم غير ذلك من الأماكن التي يطرحها الباحثون والمحللون.
وواقع الأمر - الذي أقتنع به تمامًا- هو أنه ليس هناك هيكل من الأساس!! فليس هناك أي دليل علمي يُثبت وجود هذه الأسطورة اليهودية، وليست التوراة المحرفة بدليل؛ فاليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً، كما إنه من المعلوم أن الأقصى قديم جدًّا، وأنه بُني بعد الكعبة بأربعين سنة؛ كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي ذر الغفاري t أنه سأل رسول الله r: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قال: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ". قال ثم أي؟ قال: "الْمَسْجِدُ الأَقْصَى". قال: كم بينهما؟ قال: "أَرْبَعُونَ سَنَةً"
[1].
والعلماء يختلفون في بداية بناء الكعبة، ومن ثم الأقصى، ولكنه على كل حال قديم جدًّا، وقد يكون من بناء الملائكة، أو آدم u، أو إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- ولذا فالأقصى كان موجودًا حتمًا في زمن داود وسليمان -عليهما السلام- وهو دار عبادة للموحدين والمؤمنين، وليس من المعقول أن يترك داود أو سليمان -عليهما السلام- هذا المكان المقدس ليبنيا مكانًا خلافه لعبادة الله فيه، وأما الحديث الذي رواه النسائي وأحمد وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وقال فيه: إن رسول الله r قال: "لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللهَ ثَلاثًا..."
[2]. إلى آخر الحديث، فإن هذا الحديث يتحدَّث عن تجديد سليمان u لبناء الأقصى، الذي مرَّت سنوات عديدة وطويلة على بنائه، وهو تصريح من رسول الله r أن سليمان بني بيت المقدس ولم يَبْنِ هيكلاً خاصًّا.. وكلام رسولنا r مُقَدَّم عندنا على التوراة المحرفة، ومع ذلك فنحن نعلم أن اليهود لن يُصَدِّقوا بهذا، ولو صدقوه لن يعلنوا هذا التصديق، وتبقى القوة هي العامل الوحيد الذي يحافظ على الحقوق، فنحن نقول: إنه مسجدنا. وهم يقولون: بل هو هيكلهم. ولا مجال هناك للوثائق التاريخية أو البحوث الأثرية، إنما الأمر في الأساس أمر عقائدي، وستنجح خطة الأقوى عقيدة في هذا المجال..

ونعود للسؤال: لماذا يريد اليهود هدم الأقصى؛ إذا كانوا يعلمون في حقيقة الأمر أنه لا وجود للهيكل، لا في هذا المكان ولا في غيره؟!
والواقع أن اليهود يعلمون أن الأقصى بالنسبة للمسلمين كالراية بالنسبة للجيش؛ فالراية في الجيوش تُعْطَى لأشجع الشجعان، ولأقوى الأفراد والقبائل؛ لأن استمرار ارتفاع الراية فيه تحميس وتشجيع للجيش كله، أما سقوط الراية فهو يهزُّ الجيش كله، وليست القضية سقوط جندي من الجنود له بدائل كثيرة في الجيش، إنما القضية قضية رمز كبير وقع، وإن كان الجيش قَبِلَ بسقوط الراية فهو سيقبل بما هو بعد ذلك في غالب الأمر، وكذلك الأقصى؛ فلو سقط الأقصى يتوقع اليهود أن تنهار معنويات المسلمين، ومن ثَمَّ يمكن أن تسقط كل مقاومة في فلسطين، بل وتسقط مقاومة المسلمين للمشروع الصهيوني في كل أنحاء العالم الإسلامي، ولا ننسى أن احتلال المسجد الأقصى في بداية الحروب الصليبية أدى إلى انهيار معنويات المسلمين لعدة عشرات من السنين، وهذا ما يتوقع اليهود ويسعون في تحقيقه الآن..
والسؤال الذي سيتبادر إلى الذهن مباشرة هو
: هل يمكن أن يُهدم الأقصى فعلاً؟

والإجابة الصادمة للكثيرين: إنه يمكن أن يُهدم فعلاً، بل إن هذا أمر وارد جدًّا! وليس هذا من قبيل التشاؤم والإحباط، ولكن من قبيل قراءة الأحداث واستقراء المستقبل، وكذلك لدراسة الوسائل التي تمنع من حدوث هذه الكارثة المهولة..
إننا -أيها الأخوة والأخوات- لسنا في زمان أبرهة.. لقد هاجم أبرهة الكعبة بجيشه؛ فأرسل الله U الطير الأبابيل لتحمي البيت الحرام، أما وضعنا بعد بعثة رسول الله r فمختلف؛ فالطير الأبابيل أو الجنود التي يُرسلها رب العالمين - أيًّا كانت هذه الجنود- لن تأتي إلا إذا قَدَّم المسلمون جهدًا وجهادًا، وبذلاً وعطاءً، ومالاً ونفسًا، وغاليًا ونفيسًا..
إن السُّنَّة الماضية الآن هي: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وبغير هذا الشرط لن تتحقق النتائج، وإن تقاعسنا عن نصرة دين الله U¡ فإن الكوارث ستحلُّ علينا من كل جانب، وعندها يمكن أن يُهدم الأقصى، ويمكن أن يُطْرَد المسلمون من القدس بكاملها، ويمكن أن تُصبح القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ويمكن أن يطول الاحتلال ويستمر لعشرات سنين أخرى، ولقد هاجم القرامطة الملاحدة الكعبة بيت الله الحرام في عام 317 هجرية، ونجحوا في سرقة الحجر الأسود من الكعبة، وأرسلوه إلى عاصمتهم هجر (بالمنطقة الشرقية في السعودية الآن)، وظل الحجر الأسود مسروقًا لمدة 22 سنة كاملة، حتى سنة 339 هجرية!
إن تَقَاعُسَ المسلمين أدَّى إلى إصابتهم في سويداء قلوبهم، فدُمرت الكعبة، وسُرق الحجر الأسود، وعُطلت شريعة الحج عدة سنوات، وبعدها في أواخر القرن الخامس الهجري سقط الأقصى في براثن الصليبيين، وتحول إلى إسطبل للخيول، ثم إلى مخزن للغلال، وظل في هذا الأسر البغيض أكثر من تسعين سنة متصلة..
إذًا وارد جدًّا أن يُهدم الأقصى..
نقولها بكل الألم.. بل إنني أقول: إنه لولا الجُبن الذي اشتهر به اليهود لكان هدمه قد حدث منذ عدة سنوات..
إنني أعلم أن هذا الكلام سيؤلم الجميع، لكنني لا أحب التخدير الفارغ، كما لا أحب الرقود والاستكانة والذل والإحباط.. إنني أقول هذه الكلمات الصريحة؛ لأَخْلُص إلى بعض النقاط، التي أحسبها في غاية الأهمية للأمة في هذه المرحلة:

أما النقطة الأولى:
فهي أنه ليس الفلسطينيون وحدهم هم المعنيون بقضية الأقصى؛ فالأقصى، بل والقدس، بل وفلسطين بكاملها، ليست كلها قيمة فلسطينية فقط، إنما قيمة إسلامية عالية جدًّا، ولا بُدَّ أن يعلم المسلمون جميعًا أن المساس بهذه المقدسات هو مساس بكرامة الأمة الإسلامية كلها، وأن الله U سيسأل الأمة بكاملها رجالاً ونساءً، حكامًا ومحكومين، فلسطينيين وغير فلسطينيين، عربًا وعجمًا.. سيسألهم جميعًا عن هذه القضية المحورية في حياة الأمة..
وأما النقطة الثانية:
فإننا وإن كنا نعطي هذه القيمة الكبيرة للمسجد الأقصى، إلا أن هناك قيمة أعلى لا بُدَّ أن نثور للمساس بها، ولتكن ثورتنا هذه أعظم من ثورتنا للمسجد الأقصى، وهذه القيمة هي أرواح المسلمين التي تُزهق في فلسطين صباح مساء!
إن الدماء التي تسيل بغزارة في أرض فلسطين لهي أغلى عند الله وأثمن من المسجد الأقصى، بل ومن المسجد الحرام! وليس هذا كلامي إنما كلام رسول الله r ومن بعده شهداء المسلمين الصحابة الكرام.. فقد روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: رأيت رسول الله r يطوف بالكعبة، ويقول: "مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ! مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ؛ مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا"
[3]. ونفس الكلام نُقل من كلام عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- نفسه[4]، فلا يجوز لنا إذًا أن نهتزَّ لحفر الأنفاق تحت الأقصى فقط، ولكن يجب أن يكون اهتزازنا أشدَّ وأقوى إذا رأينا أكثر من 360 مسلمًا يموتون في غزة من سنة 2007م إلى الآن من جرَّاء الحصار، والآلاف يموتون في قصف غزة في حربها الأخيرة، بل يجب أن يكون ردُّ فعلنا شديدًا ومهولاً إذا أُزهقت رُوح واحدة بريئة في أرض فلسطين، أو في غيرها من بقاع العالم، ولا أدري كيف يطيب لنا عيش، وكيف نستمتع بطعام وشراب، وكيف يغلبنا النعاس، ونحن نسمع ونشاهد ما يجري لإخواننا وأخواتنا وأبناء عقيدتنا، وهم يُطحنون بالآلة اليهودية المجرمة..
يقول رسول الله r فيما يرويه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير t: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"
[5].
فلا بُدَّ لنا أن نعي وزن الأمور بميزان الإسلام، وبمعايير رسول الله r، وعندها ستتضح لنا الرؤية، وتظهر لنا الحقائق..

والنقطة الثالثة:
التي أودُّ الإشارة إليها، هي أنه مهما ساءت الأوضاع، وأظلمت الدنيا فإن العاقبة في النهاية للمتقين، وسيأتي زمان يعود فيه الأقصى حرًّا للمسلمين، بل ستعود فلسطين بكاملها بإذن الله.. لا نَشُكُّ في ذلك قيد أنملة، بل إننا نرى أن الشك في هذا الأمر خطيئة لا تغتفر، فالله U يقول في كتابه: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج: 15]. إن الشك في نصر الله شكٌّ في قدرة الله، وهو خلل عقائدي غير مقبول من مؤمن، ولا نتوقعه من صالح..
أما النقطة الرابعة
: فهي أن الكرة في ملعب المسلمين، وليست أبدًا في ملعب اليهود؛ فالذي يؤثِّر في الأحداث ويُسَيِّرها ليس الجبروت اليهودي ولا القوة الصهيونية، إنما العامل الرئيس والأساس يعود إلى المسلمين أنفسهم، فنحن لا نُهزم بقوتهم ولكن بضعفنا، ولو عدنا إلى الله U عودة كاملة لنصرنا الله نصرًا مؤزَّرًا، ولرأينا أضعاف أضعاف ما نتمنى من انتصارات ونجاحات، ولانتهى الكابوس اليهودي، الذي أزعجنا في هذه السنوات السابقة..
ولست أعني بالعودة إلى الله U اللجوء إلى المساجد فقط، أو الاعتماد على الدعاء وكفى، أو حتى الجهاد بالمال ومقاطعة البضائع اليهودية والأمريكية، إنما أقصد عقيدة سليمة، وأخلاقًا حميدة، ونية صادقة، وعملاً صالحًا، وعلمًا نافعًا، وجهادًا مستمرًا، ووحدة لا شقاق فيها، وأملاً لا يأس فيه.
إن الأقصى لا يُحَرَّر بقوم خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا، إنما يُحَرَّر بقوم باعوا دنياهم، واشتروا الجنة، وأعرضوا عن رضا الناس، وبحثوا عن رضا الله، وتركوا مباهج الدنيا، وتمسكوا بالقرآن والسُّنَّة، وهؤلاء لا يخلو منهم -بإذن الله- زمن من الأزمان، فأبشروا أيها المؤمنون، فإن نصر الله قريب، ودين الله غالب، ولو كره المشركون.
ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
د. راغب السرجاني